قصتي

“هيلن كلير”: أنا عمياء وأبصر وصماء وأسمع

كتبت: صفا بكري 

أصيبت منذ نعومة أظافرها، بمرض حمي القرمزية والتي تصنف بالتهاب الرأس مما أدي إلى فقدانها السمع والبصر تماما.

لم تستسلم لإعاقتها، وحققت نجاح لازلنا نتحدث عنه، ونضرب به المثل في العزيمة والإصرار، الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية “هيلين كيلر” التي ولدت في 27 يونيو 1880 بأمريكا.

لاحظت والدة هيلين كيلر أن ابنتها لا تظهر أي رد فعل تجاه الأصوات، أو عندما كانت تلوح بيدها أمام عينيها، فقدت الطفلة حاستي البصر والسمع عندما كان عمرها 19 شهرا فقط.

بدأت “كيلر” حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحياتها وقصة مرضها .

عاشت” كيلر” مرحلة الطفولة مع صديقتها ” مارثا واشنطن” وقالت الأولي أنها وضعت وسيلة محدودة للتواصل مع رفيقتها، وقد خلق الاثنين معا نوعا من لغة الاشارة، وبمرور الوقت وهي في عامها السادس اخترعت “هيلين” وصديقتها أكثر من ٦٠ علامة للتواصل مع بعضهم البعض .

حددت ” كيلر “هدفها لمعرفة المزيد عن العالم وكيف يمكنها أن تساعد في تحسين حياة الأخرين، وقد أصبحت مشهورة ومحاضرة معروفة من خلال تبادل خبراتها مع الجماهير، وكانت تعمل نيابة عن الذين يعيشون بإعاقات، وطوال النصف الاول من القرن العشرين، تناولت هيلين كيلر العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك حق المرأة في الاقتراع، والسلم، وتحديد النسل، وشهدت أمام الكونجرس، ودعت بقوة إلى تحسين رفاهية المكفوفين.

تخرجت “كيلر” من الكلية وأصبحت عضوا في الحزب الاشتراكي، وفي عامي 1901و 1921 كتبت كيلر عدة مقالات عن الاشتراكية ودعمت يوجين ديبس، وقد وصفت سلسلة مقالاتها حول الاشتراكية بعنوان “من الظلام” وكانت تتحدث عن وجهات نظرها حول الاشتراكية والشؤون العالمية.

وفي عام 1921  تم تأسيس الاتحاد الأمريكي للمكفوفين،  وأصبحت” كيلر”  عضوا في الاتحاد عام 1924، وشاركت في العديد من الحملات لرفع مستوى الوعي والمال والدعم للمكفوفين، وانضمت هيلين كيلر أيضًا إلى منظمات أخرى لمساعدة الآخرين الذين لم ينتبه لهم أحد، وانضمت أيضًا في صندوق الاغاثة العميقة المكفوفين الذي سمي فيما بعد باسم مطبعة برايل الأمريكية.

وخلال تلك الفترة واجهت هيلين كيلر تحيزا عاما حول إعاقاتها، وفي معظم حياتها، وكانت الصحافة تدعمها بأغلبية ساحقة مشيدة بشجاعتها وذكائها، ولكن بعد أن اعربت عن وجهات نظرها الاشتراكية، انتقدها البعض من خلال توجيه الانتباه إلى إعاقاتها .

وفي عام 1946، تم تعيين هيلين كيلر مستشارا للعلاقات الدولية للمؤسسة الامريكية للمكفوفين في الخارج، وفي الفترة ما بين عامي 1946 و 1957، سافرت هيلين كيلر الى 35 بلدا، وفي عام 1955 في سن ال 75، سافرت “كيلر” في رحلة أطول وأكثر مشقة في حياتها، فذهبت إلى رحلة على بعد 40،000 ميل، خمسة اشهر في جميع انحاء آسيا، وقدمت من خلالها العديد من الخطب والمظاهرات، وقالت إنها جلبت الإلهام والتشجيع لملايين الناس .

حصلت” كيلر” على العديد من اوسمة الشرف تقديرا لإنجازاتها، بما في ذلك ميدالية تيودور روزفلت للخدمة المتميزة في عام 1936، ووسام الحرية الرئاسية في عام 1964، وانتخاب قاعة المرأة للمشاهير في عام 1965 ، كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة تيمبل وجامعة هارفارد ومن جامعات جلاسكو، اسكتلندا ، برلين، المانيا ، دلهي، الهند ، و ويتواترسراند في جوهانسبرج، جنوب افريقيا ، بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين هيلين كيلر كزميلة فخرية في المعهد التربوي في اسكتلندا .

ألفت “هيلين” العديد من الكتب عن قصة حياتها منها ” قصة حياتي، أضواء في ظلامي، لو أبصرت ثلاثة أيام ،العالم الذي أعيش فيه، التفاؤل، أغنية الجدار الحجري، منتصف الطريق. ومن أشهر مقولاتها في كتاب ” قصة حياتي ” أنا عمياء ولكنني أبصر ..أنا صماء ولكنني أسمع

عانت هيلين كيلر سلسلة من السكتات الدماغية في عام 1961، وقضت السنوات المتبقية من حياتها في منزلها في كونيتيكت، وتوفيت هيلين كيلر في نومها يوم 1 يونيو 1968، قبل أسابيع قليلة من عيد ميلادها ال 88، وخلال حياتها الرائعة، وقفت هيلين كيلر كمثال قوي على كيفية التصميم، والعمل الشاق، والخيال الذي سمح للفرد أن ينتصر على المِحن ومن خلال التغلب على الظروف الصعبة مع قدر كبير من المثابرة.

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى