سلايدرتقارير

وقت سيء لـ”أطفال التوحد” مع كورونا

الوباء يؤثر على الجميع ولكنه أكثر صعوبة لذوي الاحتياجات  الخاصة

 

 

كتب- سليم سامى:

 

يشعر عصام بالضيق من البقاء فى المنازل بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار كورونا ولكن ما يجعله حزين هو اضطرار طفله حسن، 5 سنوات، لنفس الشيىء رغم معاناته من مرض التوحد وحاجته إلى ممارسة انشطة والتوجه أسبوعياً عدة مرات إلى مركز رياضى لممارسة السباحة وزيارة أخصائى تخاطب ومرة ثالثة  إلى شيخ لتحفيظه القرآن.

ويكتفى عصام بمنح طفله وقتا أطول فى اللعب معه والجرى ورائه فى الشقة الضيقة التى يعيش فيها فى منطقة الجيزة وإحضار مزيد من اللعب وأدوات الرسم والتلوين ليوفر لحسن مزيد من المتعة والتسلية.

وعلى الجانب الأخر من المحيط الأطلنطى وتحديداً فى الولايات المتحدة الأمريكية تفتقد سونيتا شارما، 36 عاماً، والديها ومسقط رأسها في الهند خصوصاً مع اضطرارها للبقاء في شقة تسكنها بإحدى الولايات الأمريكية، خصوصاً مع معاناتها من إعاقة ذهنية، تجعلها غير قادرة على فهم إجراءات الحجر الصحي المفروض للحد من تفشي فيروس كورونا.

وينطبق الشيء نفسه على أكمل أميري، 16 عامًا، والذي يعاني من متلازمة داون، ويقيم في نفس المنطقة بعد انتقال عائلته إلى من أفغانستا، قبل 12 عامًا.

وباء كورونا وضع الجميع في اختبار قاس لكنه أكثر قسوة على الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، في حالة سونيتا وأكمل، حدد كلاهما إجراءات روتينية، للتعايش مع حالة البقاء في المنزل فتمارس سونيتا تمارين يومية في الحديقة الملحقة بالمبنى، كما يتمرن أكمل يومياً في صالة الألعاب الرياضية مع رحلات كلما أمكن إلى أماكنه المفضلة.

مهمة عائلتى سونيتا وأكمل طانت صعبة لجعلهما يفهمون الوضع في الأيام الأولى من الإغلاق، وقالت مرسال أميري، شقيقة أكمل: “أحيانًا ينظر عبر الشرفة لمدة ساعتين متتاليتين وما زلنا نقول له إن الأمر خطير للغاية في الخارج، ونخبره بضرورة بقاء الجميع في المنازل لكنه لا يزال يسأل وهل قالوا أي شيء عن موعد إنهاء الإغلاق؟”.

في بعض الأحيان، يصبح ذوي الاحتياجات الخاصة عدوانيين، وهو أمر طبيعي تمامًا، جسب قول الدكتور أنجو شارما، الطبيب النفسي الذي يعمل في عيادة في مدينة دلهي، ويفسر ذلك بأنه يأتي لنقص التوصل في هذا الوقت، خصوصاً أن الآباء يشعرون بالإحباط من البيئة السائدة والتى لا تجعلهم قادرين على إعطاء أطفالهم الاهتمام المناسب.

لا يستطيع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الخروج وحدهم أو التعبير عما يجري داخلهم، وبالتالي يتحولون لمتمردين.

وتنصح الدكتورة شارما بترك الطفل بمفرده لمدة دقيقتين أو ثلاث إذا أصيب الطفل بفرط نشاط،، لأن الأشخاص الموجودين حوله إذا استجابوا له فوراً لن يتمكنوا أبدًا من تغيير سلوكه، وتقول: “بعد 5 دقائق، تعال وعانقهم بفرك العمود الفقري من النهاية إلى النهاية، ما يؤدي لتوليد ناقلات عصبية، وخفض غضبهم، كما تجعلهم يقومون بتمارين التنفس”.

ويقول الأطباء أن الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية لديهم نشاط عاطفي مرتفع، ما يبطئ عقلهم المنطقي، لكنهم مبدعون لذا يمكن للوالدين والأشقاء ابتكار أنشطة لإبقائه مشغولاً، فوالدة سونيتا، تطلب منها المساعدة في غسل الأطباق وتنظيف المنزل، وخلال هذه النشاط تغنى سونيتا كما تتحدث مع نفسها وهو أفضل بالتأكيد من الجلوس وحدها، لذا نراقب ما تفعله وفي بعض الأحيان، نقوم بتشغيل الأغاني على مكبر الصوت لأنها تحب الرقص أيضًاً، وأحياناً نضم لها.

أما والدة أكمل، فتقول إنها تحاول مساعدته على التماسك في هذه البيئة الجديدة وأن يبقى متحمسا لإخبارها بروتينه الجديد، و”في وقت سابق، كنت أخرج ولكن الآن لا أستطيع بسبب كورونا، لذا أشجع أكمل هلى التلوين ولعب الألعاب على هاتفي المحمول ومشاهدة الكوميديا، وفي تقشير الخضار وتقطيعه”.

ولأن مرسال شقيقة أكمل لا تعمل حالياً فهي تقضى مزيد من الوقت معه ةعلمته أن يتهجى اسمه، وتستمر في مراجعة عنوان المنزل معه لكنه مهتم أكثر بالتلوين، اعتاد كل فرد في العائلة على إهدائه كتب تلوين وألوان، لذا أصبح لديه أعداد كبيرة ممنها لإبقائه مشغولاً خلال عملية الإغلاق، خصوصاً أنه يريد دائما أن يكون مثل الآخرين، يدرس، ويعمل و”نحن دائما ندعم تطلعاته”.

ينصح الدكتور شارما عائلات ذوى الاحتياجات الذهنية الخاصة بالحذر في تصرفاتهم حول أطفالهم لأنهم يستطيعون الفهم من خلال مراقبة سلوك الأشخاص والأشياء من حولهم، لذا لا يجب أن يشاهدون الأخبار والأشياء التى تسبب توتراً والأفضل أن يشاهدوا الأعمال الكوميدية التي تنشط الغدد النخامية، واكتشف اهتماماتهم وأن مارسوا مزيداً من الأنشطة وعدم قمعهم أو السيطرة عليهم وإحاطتهم بمشاعر الحب والتواصل وهما المفتاحان لتغييرهم إلى الأبد.

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى