كتبت: نهى شعبان
اشتهرت صورته عقب هدف تسديد محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني، ركلة الجزاء التاريخية، أمام الكونغو لتتأهل مصر آنذاك لبطولة كأس العالم. عقب الهدف سادت حالة من الفرح الهستيري داخل وخارج استاد برج العرب، لكن “الراقص بالعكاز” ظهر احتفاله مختلفًا، وحبة للكرة تغلب على إعاقة ورقص في أرض الملعب احتفالًا بتأهل الفراعنة للمونديال العالمي.
“التضامن”: الأخبار المتداولة عن فتح الموقع الإلكتروني لتسجيل “الخدمات المتكاملة” غير دقيقة
قال “محمود عبد العظيم”، ابن الثلاثين عامًا، إن سبب إعاقته كان مؤلم للغاية، حيث كان عمره 6 سنوات، ويومها كان قد أنهى يومه في الحضانة، أثناء خروجه تفاجأ بمقطورة محملة بالرمل والزلط مسرعة نحوه، وصدمته من الخلف وانتقل إلى مستشفى مجاورة للمكان الذي يقطن فيه، ولكنها لم تستقبله لقلة إمكانياتها، وبعد ذلك تم نقله إلى مستشفى أخرى وقام الأطباء ببتر ساقه اليمنى بعد تسع عمليات، وخرج من المستشفى وبدأ حياة جديدة، متعايشًا مع فقد ساقه، وحارب للتغلب على هذه الظروف الصعبة، وقام بتدريبات بدنية لتقوية قدمه اليسرى واستعمال العكازين اللذين أصبحا صديقين له.
وأضاف “الراقص بالعكاز” في تصريحات خاصة لنساعد، أنه أكمل تعليمه وحصل على ليسانس حقوق من جامعة عين شمس. متابعًا، أنه كان يتعرض للتنمر من أصدقائه، بكلمات قاسية مثل “أبو رجل مسلوخة أهو” و “هي رجلك فين” ولكنه لم يتأثر مطلقًا بهذه الكلمات السخيفة، بحسب وصفه، ولم تحبطه بل كانت دافعًا قويًا له لتكون بداية لنجاحه حيث كان لا يستطيع في البداية التحرك بمفرده، ولكنه قرر في هذه السن الصغيرة أن يعتمد على نفسه، ويدرب نفسه على المعيشة بقدم واحدة.
خطوة بخطوة .. طريقة استخراج كارت الخدمات المتكاملة
وكشف “عبد العظيم” عن “فريق المعجزات” الذي أسسه، موضحًا أن البداية كانت عندما شاهد مباراة لكرة القدم لأصحاب القدم الواحدة وكان نهائي أمم أوروبا بين تركيا وانجلترا، وفازت تركيا بنتيجة بهدفين مقابل هدف، ومن هنا بدأ حلمه يتزايد بتشكيل فريق لكرة القدم لأصحاب القدم الواحدة حيث كان حلمه وهو صغير أن يكون لاعب كرة قدم بالنادي الأهلي.
وبدأ “عبد العظيم” يتحدث عن الفكرة في العديد من التكريمات له، موضحًا أن اللعبة منتشرة على مستوى العالم وليست متواجدة بمصر، وقام بعمل بث مباشر عن طريق موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك
وأعلن عن تأسيس فريق لممارسة كرة القدم، ولكن بنكهة مختلفة، حيث سنضم للفريق أصحاب الساق الواحدة. وبدأ الفريق يكبر، ويتوافد المشجعون من جميع المحافظات، إلى مكان تدريب الفريق بالقاهرة وعندما شاهدت بعض الدول العربية هذا الفريق بدأوا يسيروا على خطاهم مثل فلسطين والمغرب وسوريا وقاموا بتأسيس فرق كرة قدم لأصحاب القدم الواحدة.
وقدم “عبد العظيم” عدد من الفيديوهات لبث روح التفاؤل، وتشجيع أقرانه على ممارسة الرياضة، وعدم الإصابة بالإحباط بسبب الإعاقة.
ولفت “عبد العظيم” إلى أن الفيديوهات كانت سببًا أساسيًا في حصوله على فرصة الاحتراف بتركيا حيث شاهده مسؤول أحد الأندية في تركيا، وتواصلوا معه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للاحتراف بالدوري التركي، وبالفعل احترف في نادي بورصة سبور التركي، وانتقل بعدها الى نادي أزمير التركي، وأصبح أول محترف لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر.
اقرأ أيضًا
الأوراق المطلوبة لتسجيل راغبي العمل من ذوي الإعاقة للحصول على وظيفة
شروط تطبيق الإعفاء الجمركي لسيارات ذوي الإعاقة