الدكتورة هند محمود تكتب .. الإدراك السمعي وتأخر اللغة لدى الأطفال
مهارات الادراك السمعي: هي قدرة الفرد للتعرف على ما يسمعه ويميزه ويفسره.
من مهارات الإدراك السمعي:
التمييز السمعي: وهو قدرة الطفل على التمييز بين الأصوات المسموعة، وتحديد الكلمات المتماثلة والكلمات المختلفة .
الإغلاق السمعي: وهي قدرة الطفل علي إكمال الجزء الناقص من الكلمة شفهيًا.
الترابط السمعي: وهي قدرة الطفل على فهم ما يقال بالضبط، والقدرة على استخدم الاستدلالات والاستنتاج.
ويرتبط الادراك السمعي بالإدراك الحسى عند الطفل حيث أن الادراك الحسى يعني :
تفسير التنبهات الحسية التي تستقبلها أعضاء الحواس المختلفة، وإضفاء معنى عليها.
وذلك وفقا لخبرة الفرد السابقة بهذه التنبهات وتبدأ عملية الادراك الحسي بالإحساس بمصدر التنبيه من خلال الطاقة التي تؤثر على الخلايا الحسية التي تستقبل التنبيه.
والتي تختلف من حاسة لأخري فنجد مثلا أن حاسة السمع تتأثر بالموجات الصوتية.
ثم تقوم الخلايا الحسية بتحويل هذه التنبهات إلى نبضات عصبية.
ويتم نقلها عن طريق الخلايا الخاصة بحاسة السمع حيث تتم معالجتها إدراكيًا وإضفاء معني عليها.
ويعتمد الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة كثيرًا على الإدراك السمعي لفهم مظاهر الحياة التي تحيط به.
ويعتبر الإدراك السمعي وسيلته الأساسية التي يلتمس عن طريقها المعرفة.
الإدراك السمعي وتأخر اللغة لدى الأطفال
والإدراك وذلك باتصاله بالعالم الخارجي المحيط به، فتتكون لديه تلك المدركات الحسية المتنوعة التي تدعم معارفه.
فالإدراك السمعي يعني الجانب الاستقبالي من عمليات الاتصال الشفوي في اللغة، والتي تتضمن الاهتمام والانصات والانتباه لما يستقبله الفرد من مثيرات صوتية متنوعة.
لذلك الطفل الذي لديه اضطراب في الإدراك السمعي يؤثر ذلك تأثيرًا أساسيًا على اكتساب اللغة مما يؤدى إلى التأخر اللغوي.
لدى الطفل حيث يعانى الطفل من اضطراب في اللغة الاستقبالية .
وقد يختلف درجة الاضطراب فى اللغة من طفل الى آخر من التأخر البسيط الذى قد يتسبب في حدوث بعض من صعوبات التعلم المستقبلية لدى الطفل.
أو التأخر اللغوي الشديد والذى قد يؤثر على اكتساب اللغة بشكل عام .
وحيث أن التمييز السمعي هو قدرة الفرد علي التمييز والتفريق ما بين الأصوات والحروف المنطوقة.
وتحديد الكلمات المتماثلة والمختلفة، فهي مهارة ضر ورية لتعلم الطفل التركيب الفونيمي للغة المنطوقة أو المحكية.
إذ تساهم هذه القدرة في تعبير الفرد عن ذاته، وتعلمه التهجئة والقراءة بصورة سليمة.
كما أن فشل الطفل في القدرة على التمييز بين الحروف أو المقاطع أو الكلمات المتشابهة في النطق.
والمختلفة في المعني؛ سيؤدي إلى صعوبة في فهم اللغة المنطوقة.
ويمتد ليشكل صعوبة في القراءة والتعبير والفهم القرائي، والتواصل الشفهي مع الآخرين.
وحيث أن مهارة الإغلاق السمعي هي القدرة على توليف أو تركيب صوت أو فونيمة آحادية.
ضمن عناصر أو أصوات أو فونيمات أخرى من الكلمة الكاملة فأن القصور فى تلك المهارة تجعل الطفل غير قادر علي فهم الرسائل السمعية.
عندما يكون جزء من المعلومات السمعية مفقود كما يكون غير قادر علي إكمال الجزء الناقص من الكلمة شفهيًا.
وهكذا فأن القصور في مهارة الترابط السمعي يؤدى إلى عدم القدرة على فهم الرسائل السمعية الطويلة.
بما في ذلك المشاركة في المحادثة، واتباع الإرشادات، وفهم القصص، وهذه هي المهارة الأكثر تعقيدًا.
والتي تتطلب من الطفل ليس فقط أن يفهم بالضبط ما يقال، ولكن أيضًا تكون لديه القدرة على استخدام الاستدلالات والاستنتاج.
الطفولة المبكرة نقطة انطلاق لتكوين شخصية المستقبلية
وتعد مرحلة الطفولة المبكرة نقطة الانطلاق في مسيرة الفرد لتكوين شخصيته المستقبلية.
فهي من أهم المراحل العمرية في حياة الطفل من الميلاد حتى البلوغ حيث يكتسب من خلالها أولى خبراته.
بل العديد من الخبرات التربوية والأفكار الجديدة، التي تساعد على التفكير السليم إلى جانب المفاهيم والقيم والاتجاهات الثقافية والاجتماعية والسلوك السوي.
لذلك يجب التدخل المبكر للطفل فى حالة وجود أى اضطراب سمعي لديه .
حيث يعد السمع من أكثر القنوات أهمية وعطاء لاكتساب المعرفة بشكل عام.
واللغة بشكل خاص حيث يمكن الإنسان من معالجة المعرفة التي يتحصل عليها من بيئته.
وتستقر في عقله كما يعتبر الادراك السمعي من الوسائل الأساسية التي يتلمس الطفل عن طريقها المعرفة وذلك باتصاله بالعالم الخارجي المحيط به.
دكتورة هند محمود
أخصائي اضطرابات النطق والكلام، أخصائي التواصل المعزز والبديل وتأهيل ذوي اضطراب طيف التوحد.
اقرأ أيضًا
دكتورة سحر خير الله تكتب .. تجنب الجدال والتصعيد مع المراهقين