كتبت ــ آمال زغلول
لا يوجد سبب محدد حتى الآن للإصابة بطيف التوحد، ويرجع الأطباء الإصابة إلى خلل فى الجينات الوراثية أو مشاكل فى تكوين الجهاز العصبى، وبالتالى يمكن علاج المرضي عن طريق بعض الأدوية التى تعمل على تعزيز وتحفيز الخلايا العصبية ولكن هناك بعض السلوكيات والخطوات التى يجب أن يتبعها الآباء مع طفلهم المصاب بالتوحد للحد من الأعراض .
وقد يكون العلاج تربوى عن طريق وضع الطفل فى مدارس خاصة لمرضى التوحد لتدريب الطفل على التواصل مع الآخرين والاندماج مع لعالم الخارجى.
أيضا العلاج السلوكى لأطفال التوحد من خلال تحفيز الطفل وتنمية مهاراته السلوكية واللغوية من خلال مراكز التأهيل والتدريب ، وعلى الأسرة أيضا دور فى تأهيل طفلهم من خلال التحدث معه ولفت انتباه بشتى الطرق واللعب معه وتعريفه على الأشياء مثل أسماء الحيوانات والفواكه والألوان وغيرها. وللآباء دور مهم فى الوقوف بجانب طفلهم وإحساسهم بالأمان دائما وتحفيزه وتشجيعه، ففى الغالب يكون طفل التوحد عصبى وكثير الزن والصراخ والصوت العالى وفى هذه اللحظات يجب أن تقوم الأم بتهدئة طفلها.
أسباب الإصابة بالتوحد والعوامل الاجتماعية والبيئية المؤثرة
لا توجد دراسة مفصلة وشاملة أو موثوقة تستطيع أن تحدد سبب أو مجموعة أسباب أساسية لهذا المرض، فاغلب الدراسات التي أجريت كانت متناقضة من حيث النتائج ولا تتطابق مع جميع الحالات.
أشارت بعض الدراسات، إلى أن سبب هذا المرض هو عبارة عن خليط بين عوامل جينية وراثية بدرجة محدودة تنتج عادة عن تقدم الوالدين بالعمر عند الإنجاب، بالإضافة للأجواء الملوثة وتناولهما لأنواع معينة من الأغذية والإدمان أو التدخين أو تناول الأم لبعض العقاقير الطبية التي تؤثر على الأعصاب أثناء فترة الحمل، وكل هذا يؤدي إلى اختلال في توزيع نقاط الاشتباك العصبية وبالتالي اضطرابات في توصيل وانتظام الإشارات العصبية في الدماغ.
وهناك دراسات أخرى حاولت الربط بين العوامل الاجتماعية والبيئية وبين الإصابة بهذا المرض ولكنها بقيت في أطار الفرضيات غير المؤكدة.
أعراض أطفال التوحد المرضية
- يعانى الطفل من صعوبة شديدة فى التواصل والتفاعل مع الآخرين، والرغبة الشديدة للانطواء والعزلة.
- لا يستجيب الطفل عند مناداته باسمه، على الرغم أنه يسمعك جيدا ولا يعانى من مشكلة فى السمع.
- ينعزل عن الجميع ويهرب من المشاركات الاجتماعية سواء اللعب مع الأطفال أو مع والديه.
- ينفر من القبلات والأحضان ويكره التلامس مع الاشخاص.
- لديه صعوبة شديد فى نطق الكلمات وترتيب الجمل.
- يعانى من الافراط فى الحركة الشديدة والمكررة.
- يهرب دائما من النظر فى عيون من يحدثه.
- يلاحظ على أطفال التوحد انهم يكررون الكلمات والتصرفات والأفعال التى يشاهدونها.
الحالات الطبية والنفسية الأخرى لأطفال التوحد
قد يصاب الأطفال والمراهقون والبالغون المصابون باضطراب التوحد أيضًا بمشاكل طبية ونفسية أخرىي.. كالآتي:
- مشاكل الصحة: مثل الصرع واضطرابات النوم أو تفضيلات غذائية محدودة أو مشاكل في المعدة. وفي هذه الحالات يجب أن تسأل طبيب طفلك عن كيفية تحسين إدارة هذه الحالات معًا.
- مشاكل مع الانتقال إلى مرحلة البلوغ: قد يواجه المراهقون والشباب الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم تغيرات الجسم. كما أن الأوضاع الاجتماعية تزداد تعقيدا في مرحلة المراهقة، وقد يكون هناك قدر أقل من التسامح إزاء الاختلافات الفردية. مشاكل السلوك قد تكون صعبة خلال سنوات المراهقة.
- اضطرابات الصحة النفسية الأخرى: غالبًا ما يعاني المراهقون والبالغون المصابون باضطراب طيف التوحد اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب.
نصالح التعامل قدر الإمكان مع أطفال التوحد وتحسين سلوكه
يرى عالم النفس والمتخصصين، بحسب ما ذكر فى دراسات عديدة عن مرض التوحد، ان المريض يحتاج إلى توفر ظروف تكفل لهم كرامتهم وتعزّز اعتمادهم على النفس وتسهّل مـشاركتهم الفعليـة في المجتمـع، وقد جاءت نصائحهم على النحو التالي:
تقدير الحالة النفسية: الطفل المتوحد إنسان أولا وأخيرا، هناك ما يفرحه ويجعله سعيدا وهناك ما يحزنه ويجعله مكتئبا، حتى وإن كنا نجهل السبب فشأنه شأن الطفل العادي قد يكون في حالة نفسية وجسدية طيبة، فيتعاون مع الآخرين، وقد يكون في أحيان أخرى في حالة نفسية وجسدية سيئة لذلك لا يتجاوب مع من يتعامل معه ويرفض التعاون معه.
تنمية الثقة بالنفس والاستقلالية: يعاني الطفل التوحدي من فقدان الثقة وغياب المبادأة، ولذلك ينبغي أن نشجعه على فعل كل شيء بنفسه. وعلينا أن ننتبه إلى عدم زجره أو الصراخ في وجهه حينما لا يفعل ما نطلبه منه بشكل صحيح أو حينما يفعل شيئاً خاطئاً من تلقاء نفسه، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من فقدان الثقة والاستقلالية لديه، ويجب علينا ألا نعوده على الاعتماد على الآخرين بل نعوده على الاستقلالية والاعتماد على ذاته، والذي سيتحقق من خلال عدم تلبية كل ما يطلبه الطفل من دون أن يبذل أي جهد.
محاولة تقريب ودمج الطفل مع أقرانه: يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى التعامل مع الكبار والاتصال بهم، ويكون تعاملهم مع الكبار أسهل من تعاملهم مع الأطفال الصغار، وقد يرجع هذا إلى تفهم الكبار للطفل المتوحد أو نتيجة لتعوده عليهم أو ربما لأنهم يحاولون تطويع أنفسهم لخدمته، ولذلك علينا تقريب الطفل المتوحد من الأطفال الآخرين ونعلمه كيف يلعب ويتفاعل معهم.
شغل الطفل عن الحركات النمطية: إن أغلب أطفال التوحد لديهم حركات نمطية مبتكرة يفعلونها ليل ونهار، وينزعجون حينما تنهاهم عن فعلها وتحاول وقفها، لذلك علينا أن ننهاهم عنها ليس بالكلام أو بأمرهم بالتوقف عنها أو محاولة وقفها عنوة أو معاقبتهم عند فعلها وإنما ننهاهم عنها ونمنعها بأن نشغلهم دائما ولا نتركهم مع أنفسهم يكررون هذه الحركات والأفعال النمطية.
التركيز على التواصل: من المهم أن نركز في تعاملنا مع الطفل المتوحد على تنمية التواصل البصري واللفظي، فلا يكفي أن نعطيالطفل ما يريده أو يرغبه بمجرد نجاحه في مهمة ما طلبت منه، بل يجب ألا تعطيه هذا الشيء إلا عندما ينظر في وجهك، وكذلك تشجعه على النظر في وجه من يتحدث معه وبالنسبة للأطفال الذين توجد لديهم القدرة على الكلام فيجب أن نشجعه على الكلام حتى يحصل على ما يريد.
التأكد من فهم الطفل لما نطلبه منه وقدرته على النجاح فيه: عندما نطلب من الطفل مهمة ما أو فعل أي نشاط. علينا أولا أن نتأكد من مدى فهم الطفل لنا ولما نطلبه منه، لأنه أحيانا يكون رفض الطفل أو إبداؤه للمقاومة عند التدريب لا يرجع إلى عدم رغبته في التعاون مع معلمه أو والده أو لمجرد الرفض، وإنما إلى عدم فهمه لما نطلبه منه.
التدريب على اللعب: أثبتت الأبحاث والدراسات أن للعب دوراً مهماً في النمو فهو أسلوب وطريقة لتفريغ الانفعالات وعلاج الاضطرابات الانفعالية. وبعض الأطفال التوحديين يفضلون الألعاب التركيبة والميكانيكية وتنظيم الألعاب في صفوف وأشكال منظمة وعلينا استغلال هذا في تدريبهم وتعلمهم لإحداث مزيد من التقدم.
توحيد طرق التعامل: قد لا يحدث تقدم في حالة الطفل المتوحد رغم اتباعنا لمعظم المبادئ والنصائح السابق ذكرها ويرجع عادة السبب في كثير من الأحيان إلى أن أسلوب التعامل في المنزل يختلف عن أسلوب التعامل في المدرسة أو المركز أو المؤسسة التي يوجد بها، لذلك يجب أن يكون الأسلوب الذي نتعامل به مع الطفل المتوحد أسلوبا واحدا في كل مكان يوجد به الطفل.
تدريب الطفل على الدفاع عن نفسه: الطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع في الغالب الدفاع عن نفسه ولا يستطيع التعرف على مصدر الخطر، حتى إنه لا يستطيع أن يسترد ما أخذ منه ولو كان طعامه، وهذا الأمر يحزن الكثيرين من أسر الأطفال التوحديين، ولذلك فمن المهم أن ندربه على كيفية رد العدوان وكيفية الهروب من مصدر الخطر، وكيف يدافع عن نفسه وكيف يتعامل مع ما يعترض طريقه.
تدريب الطفل على تقبل التغيير: إذا أردنا أن نبتعد عن الروتين في التعامل مع أطفال التوحد فينبغي علينا أن نؤهل الطفل للتعامل مع التغيير وتقبله. علينا أن نجعل الطفل يعرف أن عليه أن يتعامل مع الواقع كما هو وليس كما يجب أن يكون الواقع، وعلينا أن نشرح ونوضح له ماذا سنفعل قبل قيامنا به، ولذلك يجب أن نبدأ بالتغيرات البسيطة في البداية ثم بعد ذلك بالتغيرات الكبيرة.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
وزارة التضامن الاجتماعي تعلن عن وظائف بمشاريع تدريب .. أرقام التواصل