سد النهضة: مصر والسودان يتحركان إفريقيًا وإثيوبيا تحدد موعد “الملء الثاني”

كتبت: آمال زغلول 

في إطار شرح مستجدات ملف سد النهضة بدأت تحركات ديبلوماسية مصرية – سودانية مع الدول الأفريقية ،أمس الأحد،  حيث توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الكينية نيروبي، في مستهل جولة تتضمن عدداً من الدول الإفريقية. أما وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي عقدت لقاءات مع سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى الخرطوم.

وتشمل جولة الوزير سامح شكرى، كل من كينيا وجزر القُمُر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس، حاملاً رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رؤساء الدول بشأن تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، أن تلك الجولة تأتي انطلاقاً من حرص مصر على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية، فضلاً عن التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعي لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى الاتفاق المنشود.

 السودان يؤكد الاتفاق الملزم أولا قبل ملء سد النهضة

بينما أكد  السودان أثناء لقاء عقدته وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدى  مع سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى الخرطوم، على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم، قبل المضي في الملء الثاني لسد النهضة، من الجانب الإثيوبي.

وأعربت المهدي، عن تطلع بلدها لدعم الدول الأفريقية للتوصل لحلول شاملة ومرضية لجميع الأطراف.

ومن جانبه، أوضح ياسر عباس وزير الري والموارد المائية السوداني، للسفراء الأفارقة، أن السودان تقدم بمقترح الوساطة الرباعية سعيا للتوصل لاتفاق عاجل. كما أكد على ضرورة توفر الإرادة السياسية لتحقيق المكاسب المرجوة من السد للأطراف الثلاثة.

رئيس وزراء إثيوبيا يحدد موعد “الملء الثاني” لسد النهضة

فى المقابل، أعلن  رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أن بلاده ماضية في الملء الثاني لسد النهضة. وقال، إن المرحلة الثانية من ملء السد ستتم في موسم الأمطار المقبل، أي خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين.

وأضاف أحمد، سد النهضة حال في العام الماضي دون حدوث فيضانات عارمة في السودان”. وليس لدينا أي نية لإلحاق الضرر بدول المصب (السودان ومصر).

وأوضح آبى أحمد،  أن “الأمطار الغزيرة مكنت إثيوبيا العام الماضي من نجاح ملء سد النهضة لأول .

وأكد أحمد : “قبل التعبئة الثانية، تقوم إثيوبيا بإطلاق المزيد من المياه من تخزين العام الماضي من خلال المنافذ المكتملة حديثًا ومشاركة المعلومات”. وأضاف : “تتم عملية التعبئة التالية فقط خلال أشهر هطول الأمطار الغزيرة في يوليو / أغسطس، مما يضمن الفوائد في الحد من الفيضانات في السودان”.

وزير الري المصري: تعنت إثيوبيا هو سبب فشل مفاوضات سد النهضة

في هذا الصدد أشار وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطى، أن التعنت الإثيوبي والإجراءات الأحادية التي يقوم بها  هى السبب في فشل مفاوضات سد النهضة.

واستعرض عبد العاطي، في اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، تطورات مفاوضات بسد النهضة خلال السنوات العشرة الماضية، موضحاً المرونة التي أظهرتها مصر خلال المفاوضات بهدف الوصول لاتفاق قانوني عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة يلبي طموحات جميع الدول في التنمية .

وأشار عبدالعاطي، إلى أن التعنت الإثيوبي والإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي هو السبب في فشل المفاوضات، حيث سبق لمصر التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق واشنطن الأمر الذي يؤكد على رغبة مصر الواضحة في الوصول لاتفاق.

وأكد عبد العاطي، أنه سبق لمصر تقديم 15 سيناريو لملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المتطلبات الإثيوبية وبدون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب، الا أن الجانب الإثيوبي رفض جميع هذه المقترحات.

وأشار الوزير عبدالعاطي،  إلى أن حجم المياه الخضراء (مياه الأمطار) في إثيوبيا يصل إلى أكثر من 935 مليار متر مكعب سنويا من المياه، وأن 94 بالمئة من أراضي إثيوبيا خضراء، في حين تصل نسبة الاراضي الخضراء في مصر إلى 6 بالمئة فقط.

كما أوضح عبد العاطي، أن مصر تدعم التنمية في دول حوض النيل والدول الأفريقية.. فقد قامت بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها.

جدير بالذكر، انتهت جولة مفاوضات سد النهضة الأخيرة في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، في الأول من أبريل الجاري، دون التوصل إلى اتفاق بين إثيوبيا ومصر والسودان.

وتقول مصر والسودان إن إثيوبيا هي المسؤولة عن فشل المفاوضات التي وصفت بـ”الفرصة الأخيرة”، بسبب تعنتها ورفضها التوقيع على اتفاق ملزم بشأن السد.