مقالات الرأىسلايدر

أحمد صبري شلبي يكتب .. عبقرية المكان وعبقرية طارق نور

 

كتب العالم جمال حمدان مكتشف مصطلح (عبقرية المكان) في موسوعته الخالدة شخصية مصر، عن عدم امتلاك بلد بالعالم المقومات والخدمات السياحية التي تملكها مصر، ليس فقط بحكم الموقع والموضوع أو الجغرافيا والتاريخ، ولكن أيضًا بحكم الحضارة والثقافة والفن العقيدة، بل أن مصر هي البلد الوحيد الذي يجمع بين كل أنواع السياحة الجغرافية، والتاريخية، وسياحة الطبيعة، والآثار، سياحة الصيف والشتاء، سياحة النهر والصحراء والجبل، السياحة الدينية والثقافية الصحية والترفيهية.

(مختارات من شخصية مصر – جمال حمدان – المجلد الثالث – الفصل الخامس (كلمة عن السياحة في مصر)

ولقد أنعم الله على مصر بتلك السلعة الغالية (سلعة السياحة)، فلذا لابد من مسوق جيد وماهر ومبتكر لتسويقها، مسوق بعبقرية طارق نور المميزة في التسويق والتشويق الدعائي، وبالطبع لا نقصد بذلك المقارنة أو التقليل من شخص الوزير الكفء والمحترم السيد خالد العناني.

تلك العبقرية التسويقية والدعائية (طارق نور) منجم أفكار تسويقية تتناسب مع قيمة سلعة السياحة المصرية لما يمتلكه من خبرة ونجاح وتميز في مجال التسويق لأكثر من 40 عامًا، فجميعنا حتى تلك اللحظة لم يكتشف “سر شويبس”.

طيلة سنوات ترسخ داخل وجدان كل مواطن مصري أن السياحة المصرية تنحصر في الأهرامات والمعابد فقط، وهذا ظلم للسياحة وللدولة المصرية أيضا، كيف يتم اختزال جميع أنواع السياحة داخل المعابد فقط، ظلم تسبب في أن يعمل بعض العاملين بمجال السياحة بعقلية الموظف الروتيني لا بعقلية مسوق ومقدم سلعة لعميل (سائح) هدفه الترفيه والسعادة.

مصر تمتلك الموقع المميز سهل الوصول والمناخ المعتدل طوال العام والأيدي العاملة الرخيصة والخدمات والتوريدات الفندقية والمواصلات الجوية والبحرية والنهرية والبرية.

مصر تمتلك سيناء، (سيناء) سلة غذاء العالم السياحية.

مصر تمتلك الحضارة والتاريخ.

مصر تمتلك عجيبتين من عجائب الدنيا السبع، إحداها باقية محفوظة برعاية المولى (أهرامات الجيزة)، والأخرى (فناره الإسكندرية) التي تهدمت بزلازل عام 1323 وهو المكان الحالي لقلعة قايتباي بمدينة الإسكندرية.

مصر تمتلك تراث ديني سياحي يهودي مسيحي إسلامي، مصر تمتلك الشواطئ الممتدة، مصر تمتلك الفن والسينما والمسرح، مصر تمتلك الملاهي والترفيه والمقاهي والمطاعم، مصر تمتلك نهر النيل، مصر تمتلك صحاري وليس صحراء، مصر تمتلك أطباء أكفاء وسياحة علاجية، مصر تمتلك استقرار أمني وسياسي واقتصادي، مصر تمتلك خبرة تنظيم البطولات الرياضية والمعارض والمؤتمرات والأحداث الإقليمية والدولية.

أرقام اقتصادية للسياحة

  • عام 2019 استقبلت فرنسا 76 مليون سائح والتي يبلغ تعداد سكانها 66 مليون نسمة، كما استقبلت أسبانيا 56 مليون سائح والتي يبلغ سكانها 47 مليون نسمة وكلتا الدولتين لا تمتلكا ربع ما تمتلكه مصر من مقومات سياحية (طبيعية).
  • واردات المصدر الثالث للدخل القومي المصري (لم يتم تحديثه قريبا).
  • يضم قطاع السياحة في مصر ما يقرب من 3 مليون (وظيفة مباشرة).
  • يعتمد قطاع السياحة على أكثر من 70 مهنة (أي وظائف غير مباشرة ولك أن تتخيل عدد العاملين في تلك المهن).

 

ما سبق يدعو للتعامل مع السياحة كسلعة والسائح كعميل تحتاج للتسويق بفكر وعقيلة وعبقرية طارق نور، وحتى إن لم يكن له منصب رسمي فلا الحرج من الاستفادة من تجاربه أو حتى استنساخ عقليته لإدارة تلك السلعة والتسويق لها.

وكما جرت العادة فإن تقديم المشكلة بدون حل لا فائدة منه، بل يعقد ويصعب من المشكلة ذاتها. وفي النقاط التالية رؤية شخصية منها الملائم ومنها الغير ملائم على قدر ما امتلكه من خبرة ومعلومات في ذلك المجال.

الرؤية العامة

  • خصخصة قطاع السياحة في مصر وتحويله لشركة استثمارية على أن تظل تحت ملكية وإشراف الحكومة (نموذج قطاع الاتصالات).
  • تأسيس شركة مساهمة (أو ما يصلح قانونا)، تلك الشركة سوف تدير وتملك قطاع السياحة بالكامل ويتم بيع أسهمها للمصريين فقط (شعور المواطن أنه يمتلك أسهم في ذلك القطاع سوف يدفعه للحفاظ على تلك الصناعة لجني أرباح سنوية أكثر).
  • العمل داخل منطومة آلية داخل تلك الشركة وربط كافة عناصر السياحة (السائح – وكلاء السفر والسياحة – المنشىات السياحية) بوسائل الاتصال والتطبيقات الحديثة.
  • تسهيل مهمة وكلاء السياحة في التراسل والحصول على الموافقات الرسمية (حتى تلك اللحظة يعاني الوكلاء من صعوبة وجمود إجراءات إخطار شرطة السياحة على سبيل المثال) فقط المطلوب تفعيل التكنولوجيا الحديثة في الحصول على ذلك الإخطار ولا يقصد التقليل من تلك الإجراءات لان السياحة تعتمد على الأمن في المقام الأول.
  • استغلال فترة الكساد السياحي بسبب تداعيات أزمة كورونا في أعمال الصيانة للمرافق السياحية قدر المستطاع.
  • استغلال فترة الكساد بإعادة التدريب النفسي للعاملين بذلك القطاع لفهم المدور المنوط به كمسوق لسلعة السياحة.
  • ربط السائح بمنظومة نقاط الهدايا التشجيعية مع صناع السياحة.
  • تشجيع السائح على عرض تجربته (الجيدة) على شبكات التواصل الاجتماعي بمقابل مادي تحفيزي.

الرؤية الأهم

(السلوك الفردي للمواطن)

توجيه حملات إعلانية دعائية توعوية للمواطن المصري بطرق وأهمية التعامل الايجابي مع السائح (بالطبع لن نجد أفضل من طارق نور لتلك المهمة) لأن السلوك الشخصي للمواطن العادي (سواء العاملين بقطاع السياحة أو مقدم الخدمة أو حتى مواطن الشارع) أهم وأصدق وسيلة دعائية أو تشويه للسياحة.

أخيرا

كل مواطن مصري إما أن يكون جاذب ومسوق للسياحة أو يكون طارد لها، طبقا لسلوكه وتعامله مع السائح.  

اقرأ أيضًا 

وزيرة التجارة: قرارات بشأن إحلال تخريد السيارات التي مضى عليها أكثر من 20 عامًا

تفاصيل إصدار السيسي قانون تنظيم انتظار السيارات في الشوارع وعقوبة المخالفين 

رئيس الوزراء: ترتيب أولويات الإنفاق وإقامة مشروعات ذات عائد أعلى لضمان حياة أفضل للمواطنين 

خطوات التصالح في مخالفات البناء وموعد نهاية المهلة للمخالفين

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى