كتبت ــ صفا بكري
رغم أن على محمود، مولود بعيب خلقي في العمود الفقري جعله لا يستغني عن استخدام الكرسي المتحرك بشكل دائم منذ صغره، إلا أنه لم يعرف اليأس أو الاستسلام، وأحب حياته ولم يتبرم بسبب ظروفه وأصبح ليس مجرد مراهق من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن بطل رياضي متميز في السباحة، ورياضة الخماسي الحديث.
المرأة سر الثقة بالنفس
ولم تكن إعاقة على محمود، الطالب بالمرحلة الثانوية التجارية، هي العائق الوحيد في حياته إذ توفى والده وهو صغير، ولكن والدته وجدته وخالاته، قدموا له دعماً نفسياً كان له أثر واضح في زيادة ثقته بنفسه وحماسته لبذل مجهود أكبر في التفوق والتغلب على الظروف التي قد تهزم أخرين.
“نساعد” التقت على محمود، ولاحظت أنه لا يبذل مجهوداً ليبتسم إذ تظهر على وجهه بشكل دائم علامات الثقة بالنفس وقوة الشخصية، “ذوو الهمم ليسوا عالة على أحد، ويمكنهم حصد البطولات وتمثيل مصر بشكل مشرف لو توفرت لهم الإمكانيات المناسبة” قال على محمود هذه الكلمات لنا متحدثاً بواقعية بسيطة تثبتها قدرته على ممارسة عدة رياضات وكذلك البطولات التي حصدها في دليل واضح على أن المستحيل مجرد مبرر للكسالى والفاشلين.
بطل السباحة كان يخشى المياه
بدأ علي محمود ممارسة لعبة السباحة لأنه كان يخضع لتدريب علاج مائي بجانب العلاج الطبيعي الذي يحتاجه بسبب العيب الخلقي المولد به، ورغم أنه كان يخاف من الوجود في الماء خشية الغرق خصوصاً مع صعوبة ممارسة اللعبة في البداية لكنه اكتشف أن السباحة والوجود في الماء متعة في حد ذاتها لذا سرعان ما عشق هذه الرياضة وبرع فيها.
“محمود” أضاف لـ”نساعد”، إنه كان يرى في عيون كثيرين أنه لا يستطيع ممارسة الرياضة من الأصل وليس الحصول على البطولات، “ناس كتير كانوا بيقولوا ده معاق ميقدرش يعمل أي حاجة”، لكنه متأكد أن آراء هؤلاء الأشخاص تغيرت عندما علموا أنه حقق كثير من البطولات وانه لن يكتفي بما حصل عليه حيث سيسعى لتحقيق مزيد من الكؤوس وتمثيل مصر في البطولات الدولية.
دولاب بطولات يضم 24 ميدالية
كلام محمود يمكن ترجمته بشكل آخر عندما نعلم أنه حصد 24 ميدالية في لعبة السباحة، أبرزها 3 ميداليات فضية في بطولة الجمهورية عام 2016، كما أن أحلامه يمكن تحقيقها إذ أنه تم اختياره ليكون لاعباً في منتخب مصر الخماسي عام 2016 بجانب ممارسته لعبة الجري بالكرسي المتحرك، كما حصل علي المركز الثالث في رياضة الخماسي الحديث.
يوجه علي محمود رسالة لكل شخص أصيب في مرحلة ما باليأس والإحباط، أن يتحدى مشاكله وظروفه أياً كانت، ويحارب بعزيمة أقوى من الظروف التي تحيط به، متمنيًا تغيير نظرة المجتمع والدولة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.
اقرأ أيضًا
إسلام عزام يكتب .. رئيس الوزراء يبحث عن كبش فداء لأزمة كورونا
وزير خارجية إثيوبيا: سنملأ بحيرة سد النهضة وإصرار مصر على التحكم في تدفق المياه صعب
رغم تحذير مكافحة العدوى والصحة العالمية .. التموين تتفاوض لطرح كمامات قماشية للوقاية من كورونا