سلايدر

“سوليفان العطاء” جائزة تتوج رحلة “هبة أبو النيل” لخدمة ذوي الإعاقة

 

 

هبة أبو النيل، إحدى الفائزات بجائزة آن سوليفان، في أول دوراتها في مصر، بدأت عملها في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ أكثر من عشرين عامًا، عملت بمجال الإرشاد النفسي وعلاج الطلاب وحالات الاضطرابات النفسية بمستشفى جامعة القاهرة “كنت أول أخصائية نفسية يتم تعيينها بمستشفى جامعة القاهرة لتقديم الخدمة للطلاب والعاملين بالجامعة” بحسب حديثها.

واصلت “هبة”، علمها في مجال الرعاية النفسية من خلال الدراسات العليا والبحث العلمي حتى تم تعيينها كمدرس مساعد في قسم علم النفس بجامعة بني سويف في عام 2000، لتبدأ رحلتها المتخصصة في مجال البحث العلمي الذي يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، بشكل يخدم المجتمع ويبحث عن موروثاته في التعامل معهم، في رحلة أكاديمية متواصلة في خدمة الإنسانية، حتى أصبحت وكيلًا لكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، بجامعة بني سويف لشئون الدراسات العليا.

عملها الأكاديمي لم يُثنها عن العمل المجتمعي، فبجانب ذلك واصلت ما تعلمته في أثناء وجودها بمستشفى جامعة القاهرة، وما وصلت إليه في الأبحاث العلمية، لتقوم بتطبيقه كخبيرة نفسية بمركز خدمة المجتمع بكلية الآداب جامعة بنى سويف، “دخول مجال ذوي الاحتياجات صعب نخرج منه تاني بالإضافة لكون البحث العلمي رسالة فالعمل الإنساني رسالة تانية”

“فخر كبير وسعادة بلا حدود” ذلك كان وصف أبو النيل لحصولها على وسام آن سوليفان صاحبة المعجزة في تعليم هيلين كيلر الكفيفة الصماء، مؤكدة أن نبأ حصولها على الجائزة كان مفاجئا، فهي لم تتقدم بأوراق كي ترشح نفسها “اعتقد أن الترشيح جاء بصفتي وكيلة كلية علوم ذوي الاحتياجات”، وتقديرا لما قدمته ليكون دافعا لها نحو الاستمرار.

وتحكي وكيلة كلية علوم ذوي الاحتياجات، أن الكلية الفريدة من نوعها كانت فرصتها نحو استكمال طريقها في خدمة قطاع ذوي القدرات الخاصة من خلال تخريج طلاب قادرين على التعامل معهم ومتخصصين في ذلك، مشبعين بالطرق العلمية وهي أفضل الطرق نحو مواجهة ثقافة المجتمع في التعامل السيء مع ذوي الاحتياجات وتغيير المفاهيم وتحقيق الدمج، ومحاربة انتشار مراكز ذوي الاحتياجات التي يقوم على إدارتها أناس غير متخصصين، فمن خلال مركز خدمة المجتمع التابع للكلية تتمكن أبو النيل من التواصل ومتابعة خريجي الكلية في مسيرتهم العملية وعمل محاضرات مستمرة.

من مستشفى جامعة القاهرة وقسم علم النفس بكلية الآداب وحتى مركز خدمة المجتمع بكلية علوم ذوي الاحتياجات جامعة بني سويف، كانت رحلة بحثية وتطبيقية، تمكنت خلالها الدكتور هبة، من تقديم أوراق بحثية والإشراف على رسائل ماجستير ودكتوراة تسعى أحدهم لتنمية كفاءة الذات لدى المكفوفين وأخرى لتنمية المهارات اللمسية والحسية كعملية تعويضية لهم بوضع مقياس لتنميتها، ورسائل أخرى كثيرة في التخاطب وغيره، كما أنها تواصل عملها العلمي من خلال المشاركة في عمل بحثي مشترك عن اتجاهات المجتمع في بني سويف نحو الإعاقة للوصول لعمل برامج وقائية وتأهيلية.

كما شاركت “هبة”، من قبل في بحث ضم مجموعة من علماء النفس وبرعاية منظمة فورد يستكشف مشكلات الطلاب المكفوفين بجامعة القاهرة وسبل حلها ووضع برامج لمواجهتها “الداعم الوحيد في مجال البحث العلمي هو العمل من أجل إثراء المحتوى العلمي وترك بصمة لمن يأتي بعدي كي يكمل المسيرة”.

واختتمت “هبة” حديثها، بأن الجائزة جاءت لتؤكد أنها على الطريق الصحيح، فعندما دخلت إلى المجال كان الجميع يسعى إلى السفر بعد الحصول على المؤهل حيث العائد المادي الكبير من العمل به في الخارج، لكنها فضلت البقاء، وكان دافعها نحو الاستمرار في طريق البحث العلمي هو محاولة تقليل الفجوة بين الواقع والبحث العلمي “بنحاول نقلل المسافة، فالبحث العلمي في منطقة والواقع والمجتمع في منطقة تانية، أتمنى أكون عند حسن ظن الناس اللي رشحوني للجائزة وأكمل دوري ويكون شغلي إضافة لتقديم حاجة ولو بسيطة في مجال الإعاقة”.

يذكر أن آن سوليفان، جائزة تطلق في مصر لأول مرة هذا العام، بعد أن جرى تنفيذها لعقود في أمريكا وأوربا وكندا واليابان، بوصية من المعلمة الكفيفة آن سوليفان التي علمت هيلين كيلر الكاتبة والناشطة الأمريكية وأصبحت بفضل تدريس سوليفان لها أول كفيفة وصماء تحصل على شهادة جامعية، هدفت بجائزتها إلى تقدير صانعي المعجزات مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتكريمهم بما يسهم على استمرار العطاء، وذلك بحسب موقع مدرسة بركينز حيث تلقت فيها سوليفان تعليمها.

 

2 38

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى