سلايدرتقارير

غزة تحت القصف .. كيف تؤثر الحرب على ذوي الاحتياجات الخاصة؟

كتبت: غادة سويلم

غزة تحت القصف.. شعار رفعته كافة وسائل الاعلام العربية والعالمية فى نهاية شهر رمضان الكريم، بعدما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمجازر شنيعة فى حق الفلسطينيين من سكان قطاع غزة. وذلك في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على منازل المدنيين التى شهدت أوجها مساء المس وحتى صباح اليوم، في تحدِ صارخ للقانون الدولى وانتهاكا للأعراف الإنسانية. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ، أعلنت عن ارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين لـ”30″ شهيداً بينهم 9 أطفال وأكثر من مائة إصابة.

ولكن.. ماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة فى القطاع المنكوب أثناء القصف الجوى؟ وما هو تأثير الحروب على ذوي الإعاقة؟ يستعرض موقع نساعد الإجابة عن تلك الاسئلة من خلال التقرير التالى.

غزة تحت القصف.. كيف تؤثر الحرب على ذوي الاحتياجات الخاصة؟

غزة تحت القصف.. كيف تؤثر الحرب على ذوي الاحتياجات الخاصة؟
غزة تحت القصف.. كيف تؤثر الحرب على ذوي الاحتياجات الخاصة؟

وفقًا لتقرير سابق أعدته  ونشرته “هيومن رايتس ووتش”، سلطت فيه الضوء على الأثر غير المتناسب للنزاعات المسلحة على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يغيبون عن أجندات السلام والأمن في العديد من البلاد حول العالم، على الرغم من أنهم الفئة الأكثر عرضة للخطر أثناء النزاعات والأزمات الإنسانية.. وهو نفس الوضع الذى يعيشه الآن ذوى الإعاقة فى قطاع غزة.

وبحسب التقرير، يُعاني أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، أو نحو 15 في المئة من سكان العالم، من الإعاقة. يُعتبر الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أكثر السكان المهمشين والمعرضين للخطر في أي مجتمع متأثر بالأزمات.

كما يُقدّر عدد النازحين قسرا من ذوي الاحتياجات الخاصة بحوالي 9.7 مليون شخص نتيجة للنزاع، بالإضافة إلى الانتهاكات والعنف المُرتبط بالنزاعات.

غزة تحت القصف .. القيود الإسرائيلية تضرّ بالأشخاص ذوي الإعاقة

غزة تحت القصف .. ذوي الاحتياجات الخاصة فى فلسطين
غزة تحت القصف .. ذوي الاحتياجات الخاصة فى فلسطين

كشف تقرير أصدرته جمعيتا الإغاثة الطبية الفلسطينية، والجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين، أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة بلغ نحو 43 ألف و642 شخصا، بما نسبته 2.4% من إجمالي عدد سكان القطاع. ولفت التقرير إلى الصعوبات التى تواجه تلك لافئة اثناء الصراعات المسلحة.

تقرير آخر كانت نشرته هيومن رايتش ووتش، فى اليوم العالمى لذوي الإعاقة، فى ديسمبر 2020، قالت فيه أنّ حصار قطاع غزة من قبل إسرائيل طيلة 14 عاما، بالإضافة إلى الإهمال من قبل حكومة “حماس”، يعرقلان الحياة اليومية لعشرات آلاف الفلسطينيين من ذوي الإعاقة.

وفى ذات السياق، قالت إمينا سيريموفيتش، الباحثة الأولى في قسم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في هيومن رايتس ووتش: “سلبت القيود الإسرائيلية طوال أكثر من عقد الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة حرية التنقّل، وغالبا إمكانية الحصول على الأدوات المساعدة، والكهرباء، والتكنولوجيا التي يحتاجون إليها للتواصل أو مغادرة منازلهم. نتيجة هذه السياسات، وتقاعس سلطات حماس عن معالجة غياب إمكانية التنقّل في غزة وانتشار الوصمة، باتت الحياة في غزة صعبة للغاية للكثيرين من الأشخاص ذوي الإعاقة”.

غزة تحت القصف.. آثار النزاعات المسلحة وذوي الاحتياجات الخاصة

غزة تحت القصف .. ذوي الاحتياجات الخاصة فى فلسطين
غزة تحت القصف .. ذوي الاحتياجات الخاصة فى فلسطين

عودة للأحداث الدموية الاسرائيلية التى وضعت غزة تحت القصف، قالت شانثا راو باريغا، مديرة قسم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في منظمة هيومن رايتس، فيما يتعلق بضورة تدخل مجلس الأمن لحفظ حقوق ذوي الإعاقة فى المناطق المنكوبة بسبب الحروب: “تشمل ولاية مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين جميع المدنيين – بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة. من المهم للغاية أن يجمع مجلس الأمن المعلومات اللازمة للتأكد من أن [شعار] ’لن نترك أحدا خلفنا‘ ليس مجرد كلام”.

كما تُظهر الأبحاث التي أجرتها هيومن رايتس ووتش على مدى السنوات الخمس الماضية في جمهورية أفريقيا الوسطى، والكاميرون، والعراق، وميانمار، وجنوب السودان، واليمن، وقطاع غزة، أن ذوي الاحتياجات الخاصة في حالات النزاع المُسلح يواجهون هجمات عنيفة، وتهجيرا قسريا، وإهمالا مستمرا في الاستجابة الإنسانية للمدنيين المحاصرين في القتال.

وفي بعض الحالات، تُرك ذوى الاحتياجات الخاصة في منازلهم، أو في قرى مهجورة لأيام أو أسابيع، مع وصول شحيح إلى الطعام أو الماء.

لفت التقرير ايضًا، إلى وفاة كثيرون من ذوي الإعاقة لأنهم لم يستطيعوا الفرار من الهجمات. أيضًا، غالبا ما يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة الذين وصلوا إلى مواقع للنازحين داخليا أو اللاجئين، صعوبات في الحصول على الغذاء، والصرف الصحي، والمساعدة الطبية.

غزة تحت القصف .. دور مجلس الأمن فى حفظ حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة 

غزة تحت القصف .. مجلس الأمن وذوي الإعاقة
غزة تحت القصف .. مجلس الأمن وذوي الإعاقة

وأضافت هيومن رايتس ووتش، إن على مجلس الأمن تكثيف الجهود لجمع الأدلة حول المخاطر التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة، وشملهم بجهوده لحماية المدنيين أثناء النزاعات. كما الزمت المنظمة، كافة بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بحماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء الحروب.

أشارت المنظمة فى تقريرها، إلى أنه خلال النزاعات، تواجه العديد من التحديات جميع المدنيين المتضررين، ويعاني ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من غيرهم بسبب تفاقم الحواجز المؤسساتية، والسلوكية، والبيئية، وعوامل الخطر خلال الأزمات أو في حالات النزاع.

في جنوب السودان، وأثناء النزاع الذي ما زال قائما منذ عام 2013، قالت امرأة (45 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش:

“عندما اندلع القتال، هربنا إلى مجمع الأمم المتحدة، وتركنا أمي وشقيق زوجي لأنهما مُقعدان، ولم نستطع حملهما. ابن شقيق زوجي الذي كان يعاني من حالة صحية نفسية، لم يترك والده، فاحترقوا جميعا وسط النيران”.

الوصول إلى الخدمات .. أحد العوائق أمام ذوي الاحتياجات الخاصة اثناء الحروب

تؤثر النزاعات أيضا على شبكات الدعم والوصول إلى الخدمات بالنسبة لذوي الإعاقة، بما في ذلك الحماية والمساعدة الإنسانية. في جنوب السودان، وجدت هيومن رايتس ووتش أن الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية، لم يتمكنوا في بعض الأحيان من الوصول إلى مراكز المساعدات البعيدة عن مخيمات النازحين، ولم يتمكّنوا دائما من الاعتماد على العائلة أو الأصدقاء لحملهم إلى هناك.

وصف “فرانسوا”، الذي فرّ من بلدة نداسيما في جمهورية أفريقيا الوسطى، نضالاته في معسكر PK8 لـ هيومن رايتس ووتش في عام 2017، قائلا: “إن الوصول إلى المراحيض صعب للغاية. كان عليّ المشي على يدي، من دون قفازات، وكنت ألفّ يداي بالمحارم إذا استطعت إيجادها، ولكن في معظم الأحيان، لم أجدها. بصراحة، أشفق على نفسي”.

غزة تحت القصف .. توصيات منظمة هيومان رايتس ووتش

وضعت هيومن رايتس ووتش، عدة توصيات ألزمت بها الأمم المتحدة لحفظ حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء الحروب وهى كالتالى:

  • الاهتمام بجمع البيانات عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارها خطوة  ضرورية، لتوجيه مُناسب لجهود الحماية التي تعكس واقع جميع المدنيين.
  • كما أوصت أن على مجلس الأمن توجيه بعثات حفظ السلام وهيئات الأمم المتحدة المختصة، نحو رصد الانتهاكات المُرتكبة بحق ذوي الاحتياجات الخاصة والإبلاغ عنها بفعالية. لأنه في غياب هذه الخطوات، سيظل التأثير الكامل للنزاعات على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة غير واضح.
  • على مجلس الأمن أيضا أن يحثّ الحكومات ووكالات الأمم المتحدة على استخدام مُقاربة أكثر شمولية وتشاركية مبنية على حقوق الإنسان، في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء النزاعات.

غزة تحت القصف ..  كيف تتفاعل دول العالم مع تلك التوصيات؟

بحسب تقرير هيومن رايتش ووتش، صادق 187 بلدا على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك جميع أعضاء مجلس الأمن الحالي الـ 15، باستثناء الولايات المتحدة. وتتضمن الاتفاقية مادة خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في حالات الخطر والطوارئ الإنسانية.

كما أيّدت 26 دولة وأكثر من 200 وكالة تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات عالمية وإقليمية ووطنية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنظمات المجتمع المدني “ميثاق إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني”، الذي أعلن عنه الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني في مايو 2016.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا

هجرس: صندوق دعم ذوي الإعاقة يلبي كافة احتياجاتهم ويحل مشاكل التمويل

وزارة الصحة تكشف تفاصيل وثيقة ذوي الاحتياجات الخاصة لتلقي الرعاية الطبية

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى